في زمان مثل هذا الزمان , وفي مكان أشبه
ما يكون بهذا المكان , و في مدينة "كوكو سيتي" على ضفة النيل , و بمكان ما بجوار محطة القطار ,في زمن لم يكن للسحر والشعوذة وجود إلا فالأساطير, كانت هناك غرفة عجيبة كل العجب , لم يعرف الناس يوما تفسير لما يحدث بداخلها .. عرفت هذه الغرفة ب "غرفة المرايا العجيبة", و كانت ملاذا للأطفال والشباب و الرجال للبحث عن التسلية فلم يعد للدمى و البالونات نصيب يذكر في هذا الزمان.
دائما ما شغلت تلك الغرفة تفكير فتى صغير و لكنه كان شديد الذكاء سريع البديهة متقد الذهن من عائلة معروفة بحسبها و نسبها كانت معروفة بين الناس بعائلة "الحلوجي" , فكان الفتى الألمعي يقضي جل وقته في غرفة المرايا و ينظر إلى تلك المرايا و يسأل نفسه لم دائما أرى فيها صورة تشبهني لكنها ليست أنا ؟ فأنا دائما ما أتي نظيف الثوب لكن الصورة صورة شحاذ , و أيضا ملامحي تظهرني كأني ظالم حاقد زنديق و كأن بي شر فرعون و هامان , لماذا هذه المرآة ليست كتلك التي في منزلنا ؟
لم تكن تلك الأسئلة و حسب ما يشغل بال الفتى الألمعي , بل كان السؤال الأهم عن الفتى المتغطرس المغرور الذي يسكن بالحي المجاور , فقد كان ذلك الفتى المتغطرس ممقوت من الجميع مكروه هو و أهله من جيرانهم فهم أهل سوء لا يحسنون الجوار و لا يكرمون الضيف يظلمون الضعيف و يمنعون المسكين و ابن السبيل , و كان جد الفتى الألمعي إذا ما سُأِل عنه قال "هو أم 44 هتخلف صقر ؟!!"
فكان الفتى المتغطرس إذا ما برز أمام المرآة أخرجت له صورة من أجمل الصور تكاد إذا ما رأيتها أن تحبه إن لم يكن لك به و بأهله سابق معرفة..
قرر الفتى الألمعي أن يكتشف السر و يحل اللغز , و بدأ يرسم الخطة و يجهز الأفكار , وانتهى به الأمر أن يذهب إلى الغرفة فالصباح الباكر قبل أن تفتح الغرفة – فهي كسائر المصالح تفتح و تغلق بميعاد – و ذهب الفتى في الميعاد المحدد و اختبأ في مكان ما أمام الغرفة وفقا للخطة , و انتظر حتى يأتي ميعاد فتح الغرفة , فحدث ما لم يكن بالحسبان !! , و إذا بوالد الطفل المتغطرس يفتح الغرفة و دخل في لمح البصر , فدخل خلفه الفتي في خفة و إذا باب سري يفتح بين المرايا المختلفة يدخله الرجل , فانتظر الفتى هنهية ثم دخل خلفه , فإذا هي بغرفة كأنها من الخيال كالتي يراها الفتى في أفلام قناة "سباس تون" مليئة بالملابس و المناظر و الخلفيات , بها العديد من الشاشات و الأجهزة , و كان حل اللغز في إطار على الحائط مكتوب فيه "هنا نلبس الذئب ثوب الحمل".
فهم الفتى حقيقة الغرفة التي أبهرت الشباب و الشيوخ و الأطفال , و أدرك أن ما يراه الناس فالغرفة ليس من الحقيقة في شيء , و أن الحقيقة يمكن أن تشوه أو تغير بقليل من الشاشات و شخص كذاب.
تعلم الفتى الدرس و أخبر أهله وجيرانه , فليتنا نتعلم الدرس و ليتنا نجد الحقيقة الكاملة غير المشوهة.
Ahmed Elhalwagy